-A +A
سليمان النهابي-عنيزة
كانت فرحة والديه بمولده وقدومه الى الحياة اكبر من أي فرحة كيف لا وهو مولودهما الاول الذي ملأ البيت بضحكاته وصرخاته الا ان هذه الفرحة كادت ان تتحول الى مأساة دامية يتجرعان مرارتها كلما هفت بهما الذكرى. ذات ليلة من ليالي الصيف وبينما هما يغطان في نوم عميق انقلب احمد الطفل الرضيع من سرير نومه وسقط على الارض مضرَّجا في دمائه حيث اصيب بكسر في الجمجمة
لدى ارتطامه بأرضية الغرفة المغطاة بالسيراميك. استيقظت الأم على صراخ طفلها وهي في أشد حالات الفزع وعندما شاهدت الدماء تغطي الغرفة التقطت طفلها وضمته الى صدرها ثم توجهت به من فورها الى طوارئ مستشفى الملك سعود في عنيزة وبعد الكشف على الطفل تبين وجود كسر في الجمجمة مع نزيف داخلي فأجريت له عملية جراحية عاجلة وظل تحت الملاحظة لعدة ايام ظل والدا الطفل خلالها يعيشان على اعصابهما داعيين له بالنجاة.

ولم يخيب الله آمالهما اذا بدأ الطفل يفيق من غيبوبته شيئا فشيئا حتى استعاد صوته من جديد يستعيد والداه بدورهما فرحتهما الاولى بقدومه الى الحياة أول مرة.
يقول والد الطفل: كان احمد مولودنا الاول وكانت سعادتي به وسعادة امه كبيرة بقدومه ولكننا فوجئنا بالحادث الذي كاد ان يخرجنا عن صوابنا وذلك عندما بدأ اليأس يدب في نفوسنا ولكن العناية الالهية أعادت الامل في عودة رضيعنا الينا والحمدلله.
وقالت والدة الطفل: كان احمد نائما وعندما انقلب على جانبه الايسر سقط من سرير نومه وصرخ صرخة مدوية وعندما هرعت اليه وجدته يسيل دما ففزعت من منظر الدماء وحملته مذعورة بين يدي وناديت على والده واسرعنا به الى المستشفى فأحمد الله على سلامته وعودته الينا مرة اخرى.
وقال الطبيب الذي اشرف على علاج الطفل: كان من الصعب التعامل بهدوء مع الحالة لأن الطفل رضيع خاصة ان الكسر كان في منطقة خطرة هي الرأس ولكن توفيق الله ثم تعاون الاب والام معنا اسهم في علاجه حيث اجريت له العملية في هدوء تام وتمكن الفريق الطبي من تجاوز ازمة الرضيع في مدة وجيزة.